من أهم الإنجازات التي جاءت في مجال الذكاء الاصطناعي هي نماذج GPT المعتمدة على تحليل المعلومات والتي قامت بتطويرها شركة OpenAI، فصارت إحدى الأدوات القوية والمنتشرة حول العالم التي تقوم بفهم اللغة الطبيعية والمختلفة عند الكثير من البشر، كما يستطيع النموذج توليد النصوص بصورة طبيعية مثل كتابات البشر، فإنه يمثل تحولًا نوعيًا في آلية تفاعل الإنسان مع الآلات ونموذج عام يتم استخدامه في مهام متعددة خاصة بالترجمة والكتابة والتعليم والتنبؤ وتوفير الحلول وتحليل النصوص وغير ذلك الكثير، فتابعوا معنا للتعرف على ما هو GPTs وأهم ما يقدمه لخدمة البشر.
ما هو GPTs؟
إن GPTs مجموعة من الأنظمة الخاصة بالذكاء الاصطناعي تقوم بفهم لغة البشر وترد على الأسئلة وتصنع النصوص ,وتعتمد على GPT كجزء من تقنية عملها في جميع إصداراتها، حيث يعد GPT ببساطة نموذج معتمد على تعلم الآلة وتم تدريبه على معلومات هائلة ليستطيع منح البشر المزيد من المعلومات والأجوبة.
يستطيع النموذج التحدث مع البشر، توفير محتويات نصية في مجالات متنوعة، حل المشاكل، التشخيص الطبي، تنفيذ المهام المتعلقة بالكتابة، هو بمثابة مساعد ذكي يعمل عن طريق الكتابة فقط ويتفاعل معك حسب السؤال الخاص بك أو تعليماتك.
في حال كنت تتساءل عن GPT بصورة رئيسية فإنه نموذج قائم على التعلم الآلي مدرب على نصوص من الإنترنت ليستطيع أن يتنبأ بالجملة التالية أو الكلمة ويجيب على أي سؤال حسب البيانات المتوفرة لديه والمدرب عليها.
معلومات عن نماذج gpts
إليك معلومات أساسية عن ما هو GPTs وأهم الأساسيات التقنية لنموذج جي بي تي الغني عن التعريف، والذي ظهرت النسخة الأخيرة منه في عام 2022:
· خلال سنة 2017 قام فريق بحثي بتوفير ورقة بحثية تحمل اسم Attention is All You Need، حيث يعتمد النموذج على بنية المحول Transformer، وتلك البنية معتمدة بشكل أساسي على تقنية آلية تحمل اسم الانتباه، وتجعل النموذج يقوم بالتركيز والانتباه مثل الإنسان تمامًا.
· يقوم النموذج بالتركيز على نقاط محددة من المعلومات وقت معالجتها، وهذا يحسن من إمكانيته في فهم العلاقات السياقية بين الجمل والكلمات المختلفة.
· يتم تدريب النموذج بصورة مسبقة، وتلك أولى المراحل لتطويره، فيتم تدريبه على مجموعة معلومات كبيرة نصية مستوحاة من بحث الإنترنت.
· في المرحلة الأولى يقوم النموذج بالتعلم ومعرفة الأنماط اللغوية والعلاقات بين الجمل وسياق الكلمات، مما يجعله يفهم النصوص بشكل واضح.
· الفكرة من المرحلة الأولى هي صناعة ذاكرة لغوية تسمح للنموذج بمعرفة جميع سياقات الجمل والمواضيع مهما كانت معقدة.
· بعد إتمام مرحلة التدريب يستطيع النموذج توليد نصوص حصرية على حسب الوصف الذي تقدمه له. فمثلًا، إذا قمت بطلب مقال محدد عن موضوع ما، فسيقوم باستخدام المعلومات التي تم تدريبه عليها لصناعة نص شامل لك، كما يراعي القواعد النحوية واللغوية ومعاني الكلمات.
تعرف على الإصدارات المختلفة لـ GPT
اهتمت شركة OpenAI بتنفيذ مجموعة إصدارات من GPT، فلم تتوقف عند الإصدار الأول فقط، بل قامت بتطويره لتنفيذ تحسينات في كفاءة العمل والدقة وتعزيز الأداء الخاص بالنسخ، ومنها:
GPT-1
تم إنشاء الإصدار الأول في عام 2018، وهو عبارة عن نموذج مبتدئ، الفكرة منه التعرف على فرص بنية المحولات.
GPT-2
صدرت النسخة الثانية في العام التالي 2019، وصنعت ضجة كبيرة بسبب إمكانياتها الهائلة في فهم النصوص وتوليدها. يتضمن النموذج حوالي 1.5 مليار معامل (Parameters) ويعرف بإمكانيته الهائلة على توليد النصوص المشابهة بكتابة البشر.
GPT-3
الإصدار الثالث جاء في عام 2020 وأحدث نقلة نوعية في تاريخ الذكاء الاصطناعي والنماذج اللغوية، حيث يتضمن 175 مليار معلمة. وكان أقوى النماذج التي تعالج اللغات الطبيعية، ويتميز باستخداماته الكبيرة وإمكانيته في استكمال النصوص والقصص والمحتويات المختلفة والرد على الاستفسارات وأي أسئلة معقدة، بالإضافة إلى صناعة الشفرات البرمجية.
GPT-4
ذلك الإصدار الأخير، وهو الأحدث على الإطلاق، وتم تنفيذه عام 2022، يتميز بتحسينات إضافية تتميز بالدقة وفهم السياق بشكل مميز، ويتم استخدامه في المهام المتطورة مثل الترجمة بدقة عالية وتحليل المعلومات الصعبة وتوفير المقترحات والحلول في جميع المجالات، بجانب الاستشارات الطبية وتصحيح الأخطاء وتوليد المحتوى.
أهم استخدامات نموذج GPT العملية
تستطيع استخدام النموذج في الكثير من المجالات بفضل سهولة استخدامه وإمكانياته الفائقة في التكيف مع متطلبات المستخدم، حيث يمكنك استخدامه في الآتي:
1. عمليات الكتابة
يقوم النموذج بالكتابة بشكل إبداعي ومساعدة الكتاب على صناعة القصص والروايات وكتابة مقالات المواقع وبوستات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى صياغة السيناريوهات المخصصة للأفلام وكتابة الأغاني والأعمال الفنية، فإنه يعطيك أفكارًا جديدة على حسب نمط متطلباتك والنصوص المدرب عليها.
2. التعليم
يتم استخدام الأداة كوثيقة للتعليم لتسهيل المفاهيم الدراسية الصعبة والرد على أسئلة الطلاب المعقدة وتقديم مصادر تعليمية مخصصة تفيد الطلاب والمدرسين.
3. خدمة العملاء
بالنسبة للمتخصصين في الأعمال، يمكنهم استخدام النموذج ليكون جزءًا أساسيًا من الدردشة الآلية لتوفير رد سريع للعملاء ودعم فوري لهم لكافة الاستفسارات والتواجد طوال اليوم دون انقطاع.
4. الترجمة الآلية
بسبب قدرته في فهم اللغات المتنوعة بصورة عميقة، فإنه يوفر ترجمة ذات جودة عالية وأكثر دقة لجميع اللغات.
5. التحليل
بالنسبة لمجال التسويق وتحليل المعلومات، فإنه يحلل كميات كبيرة من النصوص ويستنتج منها أفكارًا واضحة واتجاهات مستقبلية استراتيجية لتصنع خططًا مميزة لأعمالك.
المشاكل التي تواجه GPTs والانتقادات
في السابق تعرفنا على ما هو GPTs وقدرته الفائقة في مساعدة البشر، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه يواجه بعض التحديات مثل:
1. التحيز
نموذج GPT يتم تدريبه على معلومات محددة، وفي حال كانت هذه المعلومات تتضمن تحيزات ثقافية أو مجتمعية، فهذا يعكس بعض التحيزات في النتائج التي تظهر للمستخدمين.
2. الاعتماد المفرط
بفضل سهولة استخدامه ودقة نتائجه قد يعتمد المستخدمون عليه بصورة مفرطة، مما يجعل المهارات تتراجع بشكل كبير لديهم، ويقل التفكير الإبداعي ويتم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في المهام التي تحتاج حلولًا إبداعية أو نقدية.
3. التضليل
قد يقوم بعض المستخدمين بإنشاء محتويات مضللة أو سلبية بشكل سهل، مما يتسبب في نشر القضايا الغير الأخلاقية والغير الآمنة.
4. استهلاك الموارد
تدريب نموذج كبير مثل هذا يحتاج إلى مجموعة كبيرة من الموارد الحاسوبية والطاقة، مما يثير تساؤلات كبيرة عن الآثار البيئية.
موقع seoarab.ai
كما تتضمن أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة الكثير من الأدوات الأخرى التي تقوم بأعمال مختلفة مثل إنشاء المحتوى الاحترافي، والبرمجة، وكذلك تصميم الصور وصنع الفيديوهات، وتقوم بخدمات مختلفة ومتنوعة وفقا لاحتياجات العملاء ومجالات العمل، تستطيع استخدام هذه الأدوات باللغة العربية عن طريق موقع seoarab.ai الذي استطاع أن يستحوذ على ثقة المستخدمين في المنطقة العربية والشرق الأوسط
تعرفنا على ما هو GPTs، ومن المتوقع أن يتم تطويره بشكل مستمر لتعزيز أدائه وتوسيع نطاق استخداماته، وقد يتم دمجه مع العديد من البرامج اليومية والهواتف الذكية، فإنه ليس مجرد تقنية بل هو نموذج قد صنع ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية وساهم في تعزيز عملية التواصل بين البشر والآلات، وعلى الرغم من تحدياته إلا أنه سيفتح طرقًا حديثة واسعة للإبداع والتنمية في أغلب المجالات، ومع زيادة البحث والتطور قد يكون النموذج أداة رئيسية في الحياة اليومية لتحسين كفاءة الأعمال وزيادة الإنتاج.